السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التوحيد وأقسامه :
" التوحيد لغة : مشتق من وحد الشئ إذا جعله واحدا ، فهو مصدر وحد يوحد ، أي يجعله واحدا .
وفي الشرع : إفراد الله _ سبحانه _ بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ". ( من كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد )
التوحيد ثلاثة انواع
الأول : توحيد الربوبية : وهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم وهو : توحيد الله بفعله تعالى ( أو تعريف اخر : وهو إفراد الله _ عز وجل بالملك والخلق والتدبير ، فإفراده بالخلق : أن يعتقد الإنسان أنه لا خالق إلا الله : قال تعالى {ألا له الخلق والأمر } ، وأما إفراده بالملك : فأن نعتقد انه لا يملك الخلق إلا خالقهم كما قال تعالى { ولله ملك السماوات والأرض } وأما إفراده بالتدبير : فهو أن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر إلا الله وحده ) .
وهذا القسم من التوحيد لم يعارض فيه المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانوا مقرين به .
الثاني : توحيد الألوهية : وهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه . وهو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القران . (ويسمى أيضا توحيد العبادة ) .
الثالث : توحيد الذات و الأسماء والصفات : قال الله تعالى { قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد } وقال تعالى { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } ( وهذا القسم يتضمن شيئين :
الأول : الإثبات ، وذلك لأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه وصفاته التي أثبتها لنفسه في كتابه أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
الثاني : نفي المما ثلة ، وذلك بأن لا نجعل لله مثيلا في أسمائه وصفاته ، كما قال تعالى { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } فدلت هذه الاية على أن جميع صفاته لا يماثله فيها من المخلوقين ، فهي وإن اشتركت في أصل المعنى ، لكن تختلف في حقيقة الحال ، فمن لم يثبت ما أثبته الله لنفسه ، فهو معطل ، وتعطيله هذا يشبه تعطيل فرعون ، ومن أثبتها مع التشبيه صار مشابها للمشركين الذين عبدوا مع الله غيره ، ومن أثبتها بدون مماثلة صار من الموحدين ) .